دائما هي هكذا تعيش في عالمها الخاص مع شخصيتها التي تحبها بمعزل عن الناس ولكنها سعيدة بأصدقائها
نعم اصدقائها في عقلها الباطن ليس اشخاص عاديين
ولكن هل هذا جنون؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا لايكون لها اصدقاء واحباء في الواقع !!!!!!!
كل من يعرفها عن قرب يجدها شخصية ودودة ولطيفة طيبة المعشر وغير متكلفة اجتماعية او نستطيع ان نقول كانت اجتماعية خفيفة الظل اذا تحدثت اذا العيب ليس فيها
احتار عقلي معها لماذا اختارت ان تعيش في الظل؟؟ او ليس النور اجمل
عندما افكر في عزلتها ووحدتها اشفق عليا لاني اشعر بالاختناق فكيف الحال معها وهي من تعيشها بكل ما فيها
قطعت ما يساورني من حيرة وتقربت لها لعلي اجد ما يجيب عن تساؤلاتي او يشبع فضولي ويا ليتني ما فعلت
احيانا قد يكون في عدم معرفتك بكامل الامور خير لك هكذا بدءت حديثها معي
استعجبت من ردها ولا حظت هي تغير وجهي فأستطردت مسرعة
انا لااريد احراجك ما عاذ الله ولكني اشفقت عليك من سماع كلماتي
قولت لها :لعلي استطيع التخفيف عنك اذا كان بك الم فبعدك عن الدنيا ليس هو الحل
فقالت لي: وهل انا لم اجرب ذلك من قبل ما انا فيه افضل بكثير العيش مع الخيال يعطينا امل في الحياة.
لا تنظر اليا هكذا انا لست مختله عقليا انا الحمد لله اتمتع بقليل من العقل واذا شئت ان تقول الحكمة
فقاطعتها مسرعا وهل الحكمة ان نعيش بمفردنا.
قالت ومن قال لك هذا انا اعيش مع من احب واختار واطرد كل مايعكر صفو حياتي خارجها
واين هم الذين اخترتيهم ليكونو شركاء حياتك ؟
فأشارت علي رأسها وقالت هنا.
نعم اصدقائي هنا وحبيبي هنا وجيراني هنا
لقد جربت في الواقع ان اصادق وان اخلص لاصدقائي وكنت اظنهم اوفياء لي ولكن اين هما الان .
فما بالك بغير الاوفياء اصلا وما فعلوه بي
الحبيب واه من الحبيب احببته حتي اني لم اجد الكلمات التي اعبر بها عن حبي واخلصت له كأنه الوحيد في هذا العالم الذي يملكني وضحيت من اجله بكل عزيز وغالي
وعندما بحثت عنه لم اجده
حتي كلمات الوداع ضن بها علي بها وبدل منها بث اليا الشكوي من جفائي وبعدي عنه
لم يقدر حبي له ولهفتي وشوقي عليه وانهي كل شئ
انتظرته طويلا حتي بعد ذلك لاكتشف انه تركني من اجل حب جديد
هذا هو الحبيب
اما الجيران فلكل واحد منهم حكايته التي تشغله ويكفي القاء السلام علي من تراه منهم علي عجلة من امره
عرفت الان لماذا اختار اصدقائي في مخيلتي فقط
لقد جرحني اصحابي وتخلو عني
ولكن اصحابي الجدد اتخيل شكلهم وصفاتهم وعيوبهم ومميزاتهم
وكذلك الحبيب اتخيله يرد عليا بأرق الكلمات يبحث عن سعادتي ورضائي
انا الان سعيدة بما انا فيه
قلت لها اعذرني هذه ليست السعادة
اريد ان اسألك سؤال مهم وارجو ان يتسع صدرك لي
فأشارت لي ببدء الكلام
قولت لها كيف لكي ان تعرفي ان هذا الشراب حلو المذاق؟؟؟
فقالت اجربه طبعا واتذوقه
قلت من الممكن ان يكون طعمه لاذع
قالت لكني استطيع التمييز ما بين الحلو وما هو غير ذلك
فماذا لو كان الشراب سئ للغاية اتقاطعين كل انواع الشراب نهائيا
همت ان تجاوب ولكن لم تستطع نطقها لانها فهمت المغذي من السؤال
اكملت حديثي معها وانا كلي ثقة انها تريد سماع ما اقول
يا سيدتي كلنا قابلنا اصدقاء غير اوفياء واحباء لا يشبهون البشر في شئ لاننا في هذه الحياة رهن التجربة
ولولا السئ ما عرفنا قيمة الصالح والجميل حياتنا كلها متناقضات
لو توقفنا امام الجزء السئ فقط لن نستطيع ان نكمل
حاولي ان تصلي الي ما في خيالك وحققيه علي ارض الواقع
لا تيأسي وتجعلي نفسك اسيره الاوهام
عيشي الواقع بكل ما فيه السئ قبل الصالح والقبيح قبل الجميل لتعرفي قيمة ما وصلتي اليه
لا اوعدك بأنك لن تقابلي هذا الصنف من البشر مرة اخري
ولكن اعدك ان الله دائما يضع عبده المؤمن في اختبارات ليعرف من يثبت ومن ينقلب علي عقبيه
ارجعي للواقع وللدنيا فليس لك الا هي اذن
وتركتها دون ان استمع منها لرد او تعقيب لاني رأيت الرد في عينها انهار من الدموع لعله جبل الثلج قد اراد له ان يذوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق