كعادتي يوميا ذهابا وايابا لرحلة العمل استعمل المواصلات العامة احيانا يكون الامر سهل ويسير واحيانا اخري لا
لااهتم عادة بما يدور حولي فقد اكون مشغولة بقرأة شئ او اكتفي في احيانا كثيرة بمتابعة الطريق ولا يقطع هذه المتابعة سوي صوت السائق وهو ينادي علي المحطات
كم هي جميلة فعلا هذه البلد صباحا وخصوصا في الشتاءاحب ان اراها من خلف زجاج السيارة اتأملها ولا امل رؤيه هذا المشهد
نعم اراه كل يوم ولا امله من منا لايحب ان يري البحر وهل يوجد اجمل من هذا في الدنيا
في هذا اليوم بالذات من بدايه رحلتي وحتي قبل ان استقل السيارة لاحظت ان البحر فيه شئ غريب حتي اللون كان مختلف وكلما اقتربت يزداد شغفي لرؤيته اكثر
قد لا استطتيع التعبير او حتي تفسير هذا الاحساس الذي انتابني وانا اقترب
ولكني تنبهت اني كعادتي متأخرة عن الوصول الي العمل اسرعت اهرول خلف سيارة الاجرة ركبت مسرعة واخترت مقعدي لا اراديا بجوار الشباك ناحية البحر وبعد ان نتهيت من محاسبة السائق وجدتني مرة اخري اسرح بخيالي واعاود النظر الي البحر لا اعرف لماذ اليوم انا مشدودة اليه هكذا الامواج تتلاحق وكأنها علي موعد
تتقارب بشدة وتتباعد مسرعة احترت معاها عندما تتقارب احس بحب وحنان ودفئ وكأنها تحتضن بعض في شوق غريب
كلقاء حبيبين بعد غياب طال انتظاره
كأم تأخد طفلها في صدرها فيغوص في حنانها ويلتحم جسمه الصغير ويذوب داخل امه
كصديقين فرقتهم الايام واجتمعو بعد طول غياب
ياه ياله من شعور جميل افتقده فعلا
اتطوق لهذا الحضن الدافئ الي يذيب جفاء الايام
وفجأة تتفرق مرة اخري تتباعد الامواج عن بعضها وكأنها رضيت بهذا اللقاء السريع وخافت ان تعتاد اللقاء والقرب فأكتفت بهذه اللحظات القليلة ارتشفقت فيها قطرات من الحب والقرب والشوق وابتعدت ولكن علي وعد بلقاء جديد وسريع
في اول الامر انتابتني حالة من الضيق وتسألت في نفسي لماذا كل شئ جميل في هذه الحياة قصير حتي الموج لا يهنئ ان يتقابل ويتلاقي الا ويتباعد مسرعا اه لو دامت السعادة اه لو لم يتباعد الاحباء
وتنبهت علي صوت داخل نفسي وكأن الموج يحدثني ويضحك علي ويسخر من شعوري هذا
ولكن لما وانا من اشفق عليه
سمعته يقول لي انا لااسخر منك بالعكس اردت فقط ان اوضح لك شئ غائب عنك قد تكوناللحظات االصغيرة الصادقة من امتع اللحظات فما فائدة الساعات الطويلة مع الجفاء والكره والملل
من الممكن ان يعيش الحبيب علي ذكري حبيبه يتذكره بلحظه حلوة قضاها بجواره فيبعد ويبعد علي امل لقاءه مرة اخري حتي ولو دام هذا اللقاء لحظات فهذه هي السعادة
اعجبني رايه واقنعني ببساطته ولكن لم استطع متابعة الموج مرة اخري لان السائق قد سبقني واعلن عن وصولي الي محطتي النهائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق