12 نوفمبر 2008

لحظات من السعادة


كعادتي يوميا ذهابا وايابا لرحلة العمل استعمل المواصلات العامة احيانا يكون الامر سهل ويسير واحيانا اخري لا
لااهتم عادة بما يدور حولي فقد اكون مشغولة بقرأة شئ او اكتفي في احيانا كثيرة بمتابعة الطريق ولا يقطع هذه المتابعة سوي صوت السائق وهو ينادي علي المحطات
كم هي جميلة فعلا هذه البلد صباحا وخصوصا في الشتاءاحب ان اراها من خلف زجاج السيارة اتأملها ولا امل رؤيه هذا المشهد
نعم اراه كل يوم ولا امله من منا لايحب ان يري البحر وهل يوجد اجمل من هذا في الدنيا
في هذا اليوم بالذات من بدايه رحلتي وحتي قبل ان استقل السيارة لاحظت ان البحر فيه شئ غريب حتي اللون كان مختلف وكلما اقتربت يزداد شغفي لرؤيته اكثر
قد لا استطتيع التعبير او حتي تفسير هذا الاحساس الذي انتابني وانا اقترب
ولكني تنبهت اني كعادتي متأخرة عن الوصول الي العمل اسرعت اهرول خلف سيارة الاجرة ركبت مسرعة واخترت مقعدي لا اراديا بجوار الشباك ناحية البحر وبعد ان نتهيت من محاسبة السائق وجدتني مرة اخري اسرح بخيالي واعاود النظر الي البحر لا اعرف لماذ اليوم انا مشدودة اليه هكذا الامواج تتلاحق وكأنها علي موعد
تتقارب بشدة وتتباعد مسرعة احترت معاها عندما تتقارب احس بحب وحنان ودفئ وكأنها تحتضن بعض في شوق غريب
كلقاء حبيبين بعد غياب طال انتظاره
كأم تأخد طفلها في صدرها فيغوص في حنانها ويلتحم جسمه الصغير ويذوب داخل امه
كصديقين فرقتهم الايام واجتمعو بعد طول غياب
ياه ياله من شعور جميل افتقده فعلا
اتطوق لهذا الحضن الدافئ الي يذيب جفاء الايام
وفجأة تتفرق مرة اخري تتباعد الامواج عن بعضها وكأنها رضيت بهذا اللقاء السريع وخافت ان تعتاد اللقاء والقرب فأكتفت بهذه اللحظات القليلة ارتشفقت فيها قطرات من الحب والقرب والشوق وابتعدت ولكن علي وعد بلقاء جديد وسريع
في اول الامر انتابتني حالة من الضيق وتسألت في نفسي لماذا كل شئ جميل في هذه الحياة قصير حتي الموج لا يهنئ ان يتقابل ويتلاقي الا ويتباعد مسرعا اه لو دامت السعادة اه لو لم يتباعد الاحباء
وتنبهت علي صوت داخل نفسي وكأن الموج يحدثني ويضحك علي ويسخر من شعوري هذا
ولكن لما وانا من اشفق عليه
سمعته يقول لي انا لااسخر منك بالعكس اردت فقط ان اوضح لك شئ غائب عنك قد تكوناللحظات االصغيرة الصادقة من امتع اللحظات فما فائدة الساعات الطويلة مع الجفاء والكره والملل
من الممكن ان يعيش الحبيب علي ذكري حبيبه يتذكره بلحظه حلوة قضاها بجواره فيبعد ويبعد علي امل لقاءه مرة اخري حتي ولو دام هذا اللقاء لحظات فهذه هي السعادة
اعجبني رايه واقنعني ببساطته ولكن لم استطع متابعة الموج مرة اخري لان السائق قد سبقني واعلن عن وصولي الي محطتي النهائية

ليست هناك تعليقات: